السبت، 14 مارس 2015

شوية فضفضة

كلما استرجعت أيام حكم المجلس العسكري أجد الكثير من الأسئلة تراودني ولا أجد لها إجابة شافية، منها علي سبيل المثال لا الحصر: لماذا صعد نجم جماعة الإخوان بهذا الشكل السريع والكبير في عهد المجلس العسكري؟ ولماذا أصبحوا في وقت قصير ذوي نفوذ في صنع القرار السياسي؟ ولماذا تم الزج بهم في مختلف أنواع الحياة السياسية المصرية لدرجة تحكمهم الكامل في عملية الاستفتاء علي تعديل الدستور والتي تمت في ١٩ مارس ٢٠١١ والتي إنتهت بالنتيجة التي أرادها الإخوان وحلفاءهم فقط؟ ولماذا قام المجلس العسكري بضم صبحي صالح المحامي الاخواني في لجنة تعديل الدستور وهو لم يكن له سابق شهرة كفقيه قانوني في نفس الوقت الذي غاب عن اللجنة أي تمثيل لأحزاب أو تيارات سياسية أخري؟ ولماذا تم تزليل كل العقبات أمام الأخوان للوصول إلي حكم مصر لدرجة الإشتباه في تزوير الإنتخابات لاحتساب النتيجة لصالح محمد مرسي مرشح الإخوان وخسارة الفريق أحمد شفيق المحسوب علي القيادات العسكرية؟! لماذا قام المجلس العسكري بكل هذه التنازلات في حين أنه كان علي علم بكل جرائم الإخوان الماضية وما قاموا به قبل وأثناء وبعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ للوصول للحكم؟! أسئلة كثيرة لا إجابة لها وخاصة بعدما ساند الجيش الشعب في ثورته العظيمة للتخلص من حكم الإخوان في ٣٠ يونيو ٢٠١٣... أكان يريد المجلس العسكري الإيقاع بالإخوان لكشف خيانتهم للشعب بالدليل العملي؟ أكانوا يريدون الشعب أن يعرف الحقيقة كاملة بالتجربة العملية وبعدها يتدخلون لانقاذ الشعب حتي يستوعب الشعب الدرس بالطريقة الصعبة؟ وإذا كان هذا هو الهدف؛ فلماذا عرضوا مصر لهذه للتجربة المريرة والتي كانت من الممكن أن تؤدي بمستقبل البلاد؟ لم تكن تجربة الإخوان سهلة علي الدولة والشعب، ومازالنا ندفع الثمن غاليا من ضياع أمننا وسلامة أولادنا، مازلنا ندفع ثمن حكم الإخوان حتي الآن بسبب تحكمهم في مفاصل الدولة وأجهزتها الحيوية بعدما كرسوا كل الجهود خلال عام واحد لنشر رجالهم في كل إدارة بكل وزارة في مصر، مازل الإخوان يدمروا في مصر داخليا وخارجيا علي أمل الرجوع وتحقيق مآربهم الدنيئة. وكل هذا بسبب أخطاء المجلس العسكري سواء كانت بقصد أم من غير قصد مع إني أشك أن لا يكون المجلس العسكري علي علم بمخطط الإخوان حتي من قبل ثورة يناير حيث أكدت المخابرات أكثر من مرة علي علمها بمخطط الثورة من قبلها بفترة كبيرة. لماذا تحالف المجلس العسكري مع الإخوان!!! سؤال نتمني أن يجيب عليه التاريخ قريبا مع إن الإجابة قد تكون واضحة للكثيرون